إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
  

718 ـ أبو العبّاس المبِّرد (210-286هـ)(826-899م)

محمّد بن يزيد بن عبد الأكبر بن عُمير بن حسّان الثماني الأزديّ، أبو العبّاس المعروف بالمبّرد (أي المثبت للحق). إمام العربية ببغداد في زمنه، وأحد أئمة الأدب والأخبار.

ولد المبرد بالبصرة وفيها نشأ، وعن علمائها أخذ منذ صغره، فكان يتردد على حلقات العلم يأخذ عن أعلام البصرة النحو واللغة والتصريف، واهتم برواية الأشعار والأخبار.

ومن شيوخه: أبو عمر الجرّمي (ت 225هـ) الذي قرأ عليه كتاب سيبويه وأثنى عليه، وأبو عثمان المازني (ت 248هـ) الذي ختم عليه كتاب سيبويه، وروي عنه القراءة، وأبو حاتم السجستاني (ت 225هـ) وهو من أعلم الناس باللغة والشعر.

تصدّر أبو العبّاس للتدريس وهو غلام، فكان يُقرئ كتاب سيبويه، ولا يعلِّم إلا بأجرة مجزية، واعترف له الأكابر بمعرفته الدقيقة بكتاب سيبويه.

ارتحل المبرد من البصرة إلى سامراء سنة 246هـ بطلب من الخليفة المتوكل العباسيّ، للنظر في بعض المسائل النحوية، فأفاد وأجاد، وأقام مكرماً، فلما قُتل المتوكل سنة 247هـ، ارتحل إلى بغداد بطلب من محمّد بن عبد الله بن طاهر صاحب الشرطة في بغداد، فأقام فيها وازداد نشاطه واتسعت شهرته وكثر الجدل والمناظرات بينه وبين معاصره- إمام الكوفيين- أبي العبّاس ثعلب، وكان التفوّق للمبرد في الغالب، لقدرته على الجدل وقوة حجته، وظهور بيانه وعذوبته.

للمبرد مؤلفات كثيرة مشهورة ومفيدة، أشهرها "الكامل في اللغة والأدب"، و"المقتضب" في النحو والتصريف، و"شرح لأمية العرب"، و"إعراب القرآن"، و"طبقات النجاة البصريين".

تميز المبرد بآراء خالف بها سابقيه، أخذ العلم عنه خلق كثير، منهم أبو الحسن علي بن سليمان الأخفش الصغير، الذي روى كتابه (الكامل) وأعد عليه بعض التعليقات، وابن دريد اللغويَ، وأبو إسحاق الزجاج، وأبو بكر بن السراج.

توفى المبرد سنة 286هـ/889م

.